ما بين حب الذات والغرور شعره


سنتحدث اليوم عن الفرق بين الغرور وحب الذات ,مع توضيح كلا منهما:

حب الذات.......🌈ଉଉ طاقة إيجابية تزيد قيمة الإنسان وثقته بنفسه




ينظر الكثير إلى حب الإنسان لذاته على أنه نوع من النرجسية والأنانية، وهذه الحالة تكون إذا زاد معدل حب الذات عن الطبيعي، وتحوّل إلى المبالغة في تفضيل الذات والمصلحة الشخصية على ما سواها حتى إذا كانت مصالح الآخرين، إلا أن الأمر له وجه آخر يتعلّق بحب الذات من منظور الاحترام والثقة بالنفس والرضا عن الحال، ما يزيد مكانة الإنسان وقيمته، ويعتبر أولى الخطوات نحو العلاقات الاجتماعية الناجحة والحياة المستقرة.

محبة المرء لذاته شيء ضروري يؤثر ويتأثر بالمحيط الاجتماعي
يتمحور الحب بشكل عام حول الأخذ والعطاء، فإذا كان المرء يستطيع منح ما يكفي من الرعاية والاهتمام والتعاطف لنفسه، فعلى الأغلب يمكنه منح هذه المشاعر للآخرين أيضا، هذا بخلاف محبة النفس والأنانية، اللتين تقومان على الأخذ والاستغلال وتفضيل الذات.
لا يمكننا أن نحب الآخرين ما لم نتمكّن من حب أنفسنا”، قول مأثور يحمل العديد من المعاني والدلائل، أبرزها أن الحب يزدهر ويكبر عندما نقدّمه للآخرين، ولكنه دائما يبدأ عند النفس، فعندما يحب المرء ذاته فإن العالم من حوله يصبح أكثر جمالا وجاذبية ونجاحا، فحب النفس ليس استثناء، حيث يتيح للمرء النظر إلى الأشياء والأشخاص والحياة بمنظور أفضل وأكثر إيجابية، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن كل هذه التغييرات تتعلّق بتصوّر المرء فقط.
عندما يحب المرء ذاته فإنه يصبح شخصا أفضل، لكون ذلك يحسّن الحالة النفسية والعاطفية، التي تنعكس إيجابيا على الصحة والحالة الجسدية. كما أن حب الذات واحترام النفس يجعلان الفرد يتمتّع بعلاقة أسرية دافئة وناجحة، قائمة على العطاء والاحترام المتبادل بين الشريكين، وخالية من أي ازدراء أو سوء معاملة، ما يساعد على استمرار الحياة الأسرية ونجاحها.
ويشير خبراء إلى أن حب الذات واحترامها يعتبران من العوامل الرئيسية في تكوين شخصية سوية ومؤثّرة وناجحة اجتماعيا وعمليا، إلا أنهم يؤكدون أن الإفراط في ذلك والمبالغة في تقدير الذات قد يؤديان إلى الأنانية التي تأتي بنتيجة عكسية على حياة الفرد.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة رضوى إبراهيم، أستاذة علم النفس في الجامعة الأميركية في القاهرة “إن حب الذات يعتبر أحد العوامل الرئيسية في تكوين شخصية مؤثّرة وذات قيمة، إلا أن هذا الحب والاعتزاز يتراجعان تحت ضغوط الحياة، ما يؤثر سلبا على الإنسان سواء نفسيا أو اجتماعيا، لافتة إلى أن المرء قد يمر بمراحل يشعر فيها بالإحباط والحزن، ما يجعله يرفض ذاته ويقسو عليها، وتتطوّر الحالة تدريجيا حتى تصل إلى ازدراء الذات واحتقار النفس، وهنا يظهر التأثير السلبي لتلك الحالة في كره المجتمع أيضا، والفشل في العلاقات الاجتماعية، وربما توتر العلاقات الأسرية”.
حب الذات هو مفتاح من مفاتيح الارتقاء بالذات
وأضافت “على المرء التخفيف من هذه المشاعر السلبية، وتهوينها على النفس وتحسين معاملتها، حتى تتحسن الحالة المزاجية”، مشيرة إلى أن ذلك يتحقّق من خلال استخدام مفاتيح السعادة الشخصية للإنسان التي تدخله عالم المرح والسعادة، للقضاء على حالة الإحباط والحزن والسخط على كل شيء، والتي تؤدي إلى ازدراء الذات.
ونصحت إبراهيم بضرورة التوقّف عن مقارنة النفس بالآخرين، لما لذلك من آثار سلبية على الحالة النفسية، وجنوح نحو رفض الذات وعدم الرضا بالوضع القائم، كذلك عدم الرضوخ لرغبات الآخرين، واستبعاد كل ما يسبّب ضغوطا على الشخصية ويصيبها بالضيق والتوتر، مع تخليص النفس من القيود لإبعاد التعاسة والإحباط، وإدخال الأفكار الإيجابية إلى العقل، فهذا هو المعنى الحقيقي لحب الذات وتقديرها.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة سامية الجندي، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة الأزهر قائلة “أن حب الذات يمنح طاقة إيجابية للمرء تساعده على مواجهة تحديات الحياة، وتزيد من ثقته بنفسه وشعوره بقيمته، ما ينعكس إيجابياً على الحياة العملية والاجتماعية للفرد، ويجعله ناجحا سواء في عمله أو محيطه الاجتماعي، مبينة أن الدائرة الاجتماعية المحيطة بالفرد مؤثّرة بشكل مباشر في درجة حب المرء لذاته سواء سلبيا بتدني قيمته، أو إيجابيا بدعمه نفسيا والثناء عليه، حيث تظل محبة المرء لذاته شيئا ضروريا يؤثّر ويتأثر بالمحيط الاجتماعي.
وأشارت الجندي إلى أنه قبل التوجه لحب الآخرين واحترامهم وحسن معاملتهم، يجب أولا أن يحب المرء ذاته ويحترمها ويحسن معاملتها، من منطلق فاقد الشيء لا يعطيه، فتطوير حب الذات هو مفتاح من مفاتيح الارتقاء بالذات وتحصيل السعادة وتحقيق النجاح.
أما الدكتور خليل فاضل، استشاري الطب النفسي، فيرى أن المرء بحاجة إلى تقدير ذاته، من أجل أن يُعترف به في المحيط الاجتماعي، لافتا إلى أن حب الذات هو الخطوة الأولى لنمو الثقة بالنفس، ما يؤثر على التصور الذي يكونه الآخرون عن الشخص، موضحا أن حب الذات كغيره من ميكانيزمات الشخصية له جانب سلبي، حيث قد يتطرّق حب النفس المبالغ فيه إلى إعجاب زائد عن اللازم، فيتحوّل بذلك إلى تشوّه نفسي، يترجمه تضخم الأنا ومركزيتها، وهذا المنحى غير السليم معروف باسم النرجسية، وهو ما قد يتخذ شكل حالة مرضية، بما هو إفراط في تضخيم الذات ومبالغة في اعتبارها.
وشدد فاضل على أن بين حب الذات والنرجسية خطا فاصلا، ويلزم للحفاظ عليه الالتزام بالواقعية، فإذا كان يتعيّن على الفرد تسليط الضوء على قدراته والتركيز على نجاحاته، فإن التعثرات ينبغي أن تأخذ حصتها من الاهتمام، حتى تساعد على تطوير الذات والارتقاء بها وعدم تكرار نفس الأخطاء. كذلك لا يمكن أن ينفصل الشخص عن دائرته الاجتماعية ويتجاهلها، مع عدم التوقّف بسلبية عند أحكام عناصر هذه الدائرة الاجتماعية بشأنه، ولا ينبغي أن يدفع ذلك إلى الاعتقاد بأنه أعلى من الآخرين، في إطار علاقات متوازنة للتعامل مع المحيط الاجتماعي والارتقاء بقيمة الذات.

مفهوم حب الذات
 يُعتبر مفهوم الذات مصطلح مهم لكل من علم النفس الاجتماعي والإنساني، ويُستخدم للإشارة إلى كيفية تقييم، أو إدراك، أو اعتقاد الشخص عن نفسه، ويتضمن ذلك صفات الشخص، ومن هو، وما هي الذات.
أما حب الذات فهو مصطلح يُعبر عن حالة التقدير للنفس والذي ينمو ويتطور من خلال ممارسة الأعمال التي تدعم نمو الشخص الجسدي، والنفسي، والروحي، وفيه يتقبل الشخص نقاط ضعفه، ويتعامل مع نقاط قوته بشكل أفضل، كما أنه لا يحتاج إلى تفسير نواقصه بل يُركز على تحقيق أهدافه للوصول إلى النجاح، والعيش بسعادة.

كيفية حب الذات
استخدام نقاط القوة
إن استخدام نقاط القوة تُعزز من ثقة الشخص بنفسه وبالتالي حبه لذاته، ويُمكن أن يتم ذلك من خلال التفكير في بعض الإنجازات التي حققها الشخص في حياته، بغض النظر عن حجم تلك الإنجازات، كالفوز بجائزة ما، أو الالتحاق بوظيفة جيدة، أو التخرج من الجامعة، أو فقدان الوزن، وغيرها، ثمّ كتابة نقاط القوة التي تمّ استخدامها لإنجاز تلك الأهداف واستخدامها لتحقيق المزيد من النجاح.
 تجنب المقارنات
من أهم الأسس لتحقيق حب الذات الابتعاد عن أسلوب مقارنة النفس بالآخرين، بحيث يجب على الشخص السعي لتطوير ذاته وتنمية معرفته للحصول على نسخة أفضل من نفسه، وعدم النظر إلى الأشخاص الآخرين ومقارنتهم بالذات.
 الاستمتاع بالوقت مع النفس
يجب على الشخص القيام بالأنشطة المختلفة التي يستمتع بها عندما يكون وحيداً؛ وذلك للوصول إلى حب الذات، بالإضافة إلى ضرورة الاستمتاع بأموره الخاصة التي يقوم بها سواء كان يسير في منتزه، أو يُشاهد فيلماً ما، أو يتناول وجبة طعام، والعديد من الأمور الأخرى.
 قول كلمة "لا"
يجب على الشخص أن يمنح نفسه إذناً برفض طلب أو أمر ما وقول كلمة "لا"، أو أخذ وقت كافٍ للتفكير في قرار معين قبل قبوله، ومن الأمثلة على ذلك قول: "أنا بحاجة إلى النظر في الجدول الزمني الخاص بي"، فهذا يُساعد الشخص على فعل ما يُحبه ويرضيه مما يُعزز من حبه لذاته.







الغرور هو عبارة عن إيهام يحمل الإنسان على فعل ما يوافق هواه، ويضره، حيث يميل إليه بطبعه، ويعرف أيضاً بأنه حب الإنسان لنفسه بشكلٍ مفرط، وهو عكس التواضع، ويسبب الحقد والكراهية، مما يؤثر على علاقة المغرور بالآخرين، ويزيد من الخصام والمشاكل في المجتمع، ويعرف الغرور لغةً بأنّه كل ما غرّ الإنسان من جاه، أو مال، أو شهوة، أو إنسان، أو شيطان، بينما يعرف اصطلاحاً بأنّه سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه.
أسباب تؤدي للغرور
جمال المظهر الخارجي.
امتلاك حاجات غريبة ونادرة.
حب الآخرين له. الشهرة.
غرور العلم وتعاظم العالم بعلمه.
المال والجاه. النسب الشريف.
سداد الرأي.
الغرور في الإسلام يدل الغرور في القرآن الكريم على عدّة دلالات، أهمّها:
الانخداع والتعالى المؤدّى إلى البطر.
نكران نعم الله على الإنسان، ويعدّ هذا الموقف مبني على باطل، حيث نهى الله عن كل أنواع الغرور بالدين أو بالدنيا، ويعدّ الغرور من محبطات الأعمال، ومن أعظم ما يضر العباد في دنياهم ودينهم، وأصل الغرور هو أن يغترّ العبد بما آتاه الله تعالى من نعم، ويحدث هذا الاغترار نتيجة نظر العبد إلى هذه النعم بعين الاستعلاء والاستعظام، أو نتيجة الغفلة عن المتنعم بها، فيعتبر هذه النعم من جهته، وكسبه، فيكون غافلاً في قلبه عن ردّها إلى الله تعالى، فمن يغترّ بعمله خدع نفسه، وخدعه الشيطان.
الفرق بين الغرور والثقة بالنفس
تعرف الثقة بالنفس بأنها الاعتداد بالنفس نتيجة عدّة عوامل، أهمّها: القدرة على تجاوز المواقف الصعبة، والنجاح المتكرّر، وتوطين النفس بالتسامح، والحكمة في التعامل، بينما يعرف الغرور بأنّه الشعور توهم كامل للعظمة، وبالتالي فإنّ الفرق بينهما أنّ الثقة بالنفس ناتجة عن تقدير الإمكانات المتوفّرة، أمّا الغرور فهو إساءة التقدير لهذه الإمكانات المتوفّرة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه قد تتحوّل الثقة بالنفس إلى غرور عندما يرى صاحبها أنّه قادر على عمل كل شيء، لذلك يجب الموازنة بين جمال الروح وجمال الشكل، فكلّما زادت الثقة بالنفس أصبح الإنسان أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة وهمومها، ولكن إذا تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب أصبحت خطراً على صاحبها؛ لأنها تتحول إلى غرور. التخلص من الغرور تقدير النفس، وذلك عن طريق معرفة قدرة النفس وحدودها، ومعرفة قيمة الدنيا، وتفادي التعالي والتكبر، والغرور، والالتزام بالأخلاق الفضيلة، وتجنب الأخلاق الرذيلة، لأنها تعين على الغرور. الخضوع للحق، والتواضع، وخفض الجناح، والوسطية في الحياة. تقدير العواقب، ومعرفة الحالة التي يقود إليها الغرور، حيث يؤدّي للتورّط في العديد من المهالك، كضعف الإيمان.

No comments:

Post a Comment

حُب الذات

في الموضوع السابق تحدثنا عن معرفه الذات في هذا البوست سنتعرف عن حُب الذات ....  أولأ؛ ماهو حب الذات : إنّ حب الذات هو تقبل الفرد لنفسه ...